الجمعة، 20 مايو 2016

الجامع الازرق زيارة كتبت تاريخي من جديد

عندما كنت صغيرا وبمروري علي الجامع الازرق كنت اقول لنفسي لماذا هذا المسجد اطلقوا علية الجامع الازرق ولما لايفتح للناس تصلي به واليوم اتيحت لي الفرصة لكي اعرض عليكم تراث منطقتي الجميلة التي عشت بها سنوات كانت تحيي قلبي وروحي من هذا التراث الذي كلما بحثت عنه كلما غرقت في جمالة ساروي لكم اليوم بداية من ميدان صلاح الدين بالقلعة او ميدان الرميلة قديما ومسجدي الرفاعي والسلطان حسن ومسجد المحمودية  












انطلقت اليوم باحثا عن التامل والغوص الي مكمن الفن الاسلامي هناك اسفل قلعة الجبل حيث كانت دولة المماليك تعيش ازهي واقوي عصورها عبر التاريخ اتخيل الان وانا نازل من سكة المحجر للوصول الي هذا الانشاء البديع الذي شيدة اق سنقر احس بالمماليك وهم يمشون بجواري واشتم رائحة التاريخ الغابر واري بعني احصنة المماليك وهي تمشي امامي في موكب اق سنقر وهو ذاهب لاول مرة لافتتاح الجامع الازرق تخيلوا معي هذا الموكب وهو يمشي وصولا الي المسجد الازرق العريق الان يدخل الامير اق سنقر الي الجامع الازرق وهنا تفتح ابوابة الكبيرة علي مصرعيها لاستقبال اول خطبة جمعة في تاريخ هذا الجامع الازرق والان اسمع صوت خطيب الجامع وهو يخطب في الشعب ثم الدعاء للامير وختام صلاة الجمعة وانصراف الامير والان مع وصف تفصيلي للجامع الازرق









في زيارة فريدة من نوعها للجامع  الازرق بباب الوزير بالدرب الاحمر التاريخي يقع الجامع الازرق او جامع الامير اق سنقر والذي يعد احد امراء الناصر بن قلاوون وسمي بهذا الاسم نسبة الي مجموعة الخزف والبلاط ذات اللون الازرق
وفي مدخل الجامع الازرق تقع عيناك فورا علي محراب تعلوة اسقف خشبية من الطابع التركي والذي انشا هذا المسجد في الاصل هو اق سنقر الناصري وانشئ في العصر المملوكي سنة 1347 م وسمي بالازرق لوجود القيشاني او البلاطات الخزفية ذات اللون الازرق باتجاة القبلة وهذا ثاني مسجد في العالم بعد مسجد السلطان احمد باسطمبول به هذة البلاطات الزرقاء والاسلوب المعماري المتميز ويظهر جليا لنا في هذة البلاطات الزرقاء التاثيرات العثمانية من ازهار القرنفل وشجرة السرو وترتبط هذة الشجرة بالحكام والسلاطين والامراء اي كان لها مغزي سياسي وقتها ومن مميزات هذة الشجرة انها مرتفعة وتاخذ شكل مخروطي وخضراء اللون طوال السنة لايدخل عليها الجفاف وتشير هذة الشجرة الي دوام واستمرار الحاكم او الامير في مكانة واستخدمت كثيرا في اللوحات والمخطوطات التركية والايرانية والهندية






















وهذا وبالاضافة الي وجود ثلاثة اضرحة في الجامع الازرق الاول في مدخل الجامع علي اليسار من جهة المدخل اما الاثنين الاخرين علي الجانب الايمن من الجامع 

ويتكون الجامع من صحن مكشوف تحيط به اربعة اروقة اكبرها رواق القبلة ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام المملون الذي يداعب الخيال ويترك للعاشقين اروع مثال في الجمال والتامل يجاورة منبر رخامي وهو من اقدم المنابر الرخامية في العالم الاسلامي حتي يومنا هذا ويتوج هذا المنبر بابة بكورنيش من المقرمصات من اعلي المنبر اما الابواب المستخدمة في الجامع الازرق فهي من الخشب والعاج والعظم 






















وبوسط الصحن المكشوف للمسجد توجد سقيفة رائعة اقيمت فوق موضع النافورة وترتفع مئذنة المسجد بشكل فريد ومميز جدا احسست به عندما صعدت اليها فهي تبدا بباب وسلالم ضيقة جدا تكفي لشخص واحد للصعود وملتوية بشكل تجعلك تشعر بالمهابة وتصعد الي فوق وستجد امامك مباشرة المئذنة وشيدت فوق قاعدة متعامدة الاضلاع ارتفاعها الي مستوي الشرفات التي تتوج المسجد وتتكون المئذنة من ثلاثة طبقات اولها اسطواني تنتهي بالدورة الاولي ومقرنصاتها البديعة والثانية اسطوانية ذات تضليع تنتهي بالدورة الثانية ومقرنصاتها المماثلة للاولي والطبقة الثالثة مثمنة باضلاعها بها ثمانية فتحات تنتهي بدورة ثالثة تعلوها خوذة بهلال نحاسي اي جمعت المئذنة بين التناسب والبساطة
















وجدد هذا الجامع الازرق ابان الفترة العثمانية علي يد ابراهيم باشا المستحفظان وقد صنعت البلاطات الخزفية الزرقاء في تركيا بناء علي طلب ابراهيم باشا المستحفظان وفقا لابعاد جدار القبلة










وكان ابراهيم باشا المستحفظان ناظرا علي هذا الجامع الازرق فاستكمل انشاؤة واحدث به بعض التغييرات في الاشكال المعمارية فحول الاسقف من الحجارة الي الاسقف الخشبية وكسي الحائط الشرقي الذي عند المحراب بالخزف الازرق ثم شيد لنفسة حجرة للدفن ايضا بالبلاطات الزرقاء ودفن فيها