الاثنين، 6 فبراير 2017

الرسم علي الخشب والاثاث

أقوي مايلفت انظارنا حينما ندخل متحفا او معرض لبيع الانتيكات والتحف او مزادا كبير لبيع المقتنيات النادرة هو فن الرسم علي الخشب والاثاث  ومنذ ان بدأ الانسان في ابداع الفنون المختلفة كان الرسم علي الخشب هو أحد تلك الفنون التي أهتم بها الانسان وكان أول من عرف الرسم علي الخشب والاثاث هم الفراعنة لتزيين أثاث بيوتهم ومعابدهم 
كما ظهر الاثاث الصيني في القرن السادس عشر في اوروبا في المحاكم الاوروبية بانجلترا وفرنسا وهولندا وهو الرسم المحفور علي الاثاث كالفاكهة والورود


كما ظهر في الفن الاسلامي الكثير والكثير من الرسم علي الخشب ولكن مالفت نظري في أثناء زيارة للمتحف الفن الاسلامي قطعة فنية رائعة وجدتها اثناء افتتاح متحف الفن الاسلامي بباب الخلق هو باب من القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي وهذا الباب من قصر جهل ستون اي قصر الاربعين  وسمي بالاربعين لوجود عشرون عمودا قائما وعندما تري انعكاسة علي البركة التي امامة تجدة اربعون عمودا 

وينسب الي الشاة عباس الاول الصفوي وقد زخرف برسوم ادمية وزخارف نباتية ومرسوم ابراج فلكية ومناظر تصويرية وابدع الفنان في توزيع المناظر التصويرية وكأن الباب صفحة من مخطوط صفوي مزين بأروع التصاوير وقد أخذت هذه التصاوير من التراث الفارسي القديم مثل قصة ليلي والمجنون فضلا عن المناظر التصويرية التي تعكس حياة البلاط الصفوي 




وقد ذكرت الدكتورة سعاد ماهر في كتابها الفنون الاسلامية ان العصر الصفوي ظهر فية اسلوب اللاكية في زخرفة الاخشاب وقوام زخرفتة عبارة عن مناظر تصويرية متعددة الالوان تمثل مدرسة التصوير الصفوية اما عن اسلوبة التطبيقي فهي تنفذ عن طريق استعمال رقائق رفيعة جدا من اللاكية وكل طبقة من اللاكية تحتوي علي رسم عنصر بلون معين تلصق الواحدة علي الاخري حتي يتكون في النهاية الشكل والرسم المطلوب وانقسمت المدرسة الصفوية الي مدرستين الاولي يطلق عليها اسم المدرسة الصفوية الاولي وتبدأ من عهد الشاه اسماعيل الصفوي حتي بداية حكم الشاه عباس والثانية من بداية تولية الشاه عباس حتي نهاية حكم فتح علي شاة 


وعندما نقل الشاة عباس العاصمة الي أصفهان تنوعت الاساليب الفنية لقرب العاصمة من البلاد الهندية كما زادت التاثيرات الاوروبية التي جاءت مع البعثات وفي القرن الحادي عشر للهجرة طرأ تغييرا كبير علي المدرسة الصفوية الثانية فقد قل عدد الاشخاص واصبح الفنان يكتفي برسم شخص او اثنين فقط بالصورة مثل الباب الذي تكلمنا عنه سابقا المحفوظ بمتحف الفن الاسلامي وكانت هذه الفترة تمتاز بالرسوم الادمية بالاوضاع المتكلفة والاجسام الهيفاء والانوف الطويلة 
كما ظهر التميز والرقي في اسلوب وليم وماري ويرجع ذلك في عشق الملكة ماري الشخصي للفن والي الصناعة الفرنسية  كما ازدهرت في عصرها زيادة القطع الفخمة والتنجيد واشغال الابرة التصويرية المنفذة بالخيوط الكثيرة الالوان وكانت كل الخطوط في الاثاث بسيطة حيث كانت الرغبة انذاك تتجه الي البساطة اكثر منها الي الاسراف في الحفر والزخرفة


وفي عهد لويس الرابع عشر كان الاثاث وقتئذ مزخرفا وذلك يرجع الي ان لويس الرابع عشر كان يهوي الذهب وبريقة وكان اسلوبة معبرا عن العظمة والسمو واخذ خشب الجوز يحتل مكانة خشب القرو واخذت بعض الاشكال الكلاسيكية في الظهور كورقة الاكنتس والاسد والنسر والجريفين وهو مخلوق خرافي والشمس المشعة واواني الازهار 


في القرن الثامن عشر في فينيسيا كانوا يقصون الموتيفات وهي عبارة عن نَقْش: تَصْمِيمٌ ( فَنِّيّ ) , مُخَطَّط , نَمَط او صُورَة , رَسْم   ويلصقونها علي خلفيات ملونة بدلا من رسمها مباشرة عليها ويضعوا طبقات من الورنيش فتبدوا كأنها رسمت باليد وبرعت في استخدام موتيفات علي شكل الورود مع طلائها بالذهب والبرونز بخفة
وفي اوائل مطلع القرن التاسع عشر ظهر الامبير والموتيفات الكلاسيكية مثل النخل وأكاليل الزهور والشخصيات الاسطورية والموتيفات النابوليونية مثل الصقر والنحلة والقيثارة 




ان الرسم علي الخشب  ومراحلة الكثيرة من استعمال صبغات مائية في صبغ الحشوات و وتظليل الحشوات بالصبغة الزيتية  واظهار الاجزاء البارزة بلون ناصع وعملية التظليل فوق المعجون والجملكة واللاكر والحفر والحليات والتطعيم والتلبيس والقشرات المتماثلة وعملية الطلاء ونقل الزخارف المطبوعة علي الورق ليس بالشئ المستحدث ولكن الفارق هو الطريقة التي نتبعها الان ونستعمل فيها المعدات والطرق الحديثة ومن هذا كلة نتأكد أن الرسم علي الخشب فن يفتح دنيا الجمال ويدخل علي الاثاث مشاعر فطرية جميل