سبيل مصطفي سنان الاثر رقم 246 (1040هـ - 1630م)
عطشانة يا صبايا
دلونى على السبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
لااله الا الله محمد رسول الله
اذا ماقيل من أنشأ سبيلا
من الامراء ماابقي مثيلا
أقول محمد والله أعطي
له ولمصطفي أجرا جزيلا
لقصدهما بفضل الله خيرا
ووضعهما لصريج سبيلا
فجئت له ومن بالحي سعيا
وجدنا مائه يشفي العليلا
فقلت اذا يؤرخة محب
ماسقانا شرابا سلسبيلا
عطشانة يا صبايا
دلونى على السبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
لااله الا الله محمد رسول الله
اذا ماقيل من أنشأ سبيلا
من الامراء ماابقي مثيلا
أقول محمد والله أعطي
له ولمصطفي أجرا جزيلا
لقصدهما بفضل الله خيرا
ووضعهما لصريج سبيلا
فجئت له ومن بالحي سعيا
وجدنا مائه يشفي العليلا
فقلت اذا يؤرخة محب
ماسقانا شرابا سلسبيلا
بهذه الابيات الشعرية الجميلة المكتوبة اعلي سبيل مصطفي سنان بسوق السلاح تجعلك متأملا لهذا الجمال الصامت عندما كنت اذهب لمدرستي صباحا أمر علية وانظر الي جمالة المكنون من بين الاثار التي أمامة فهو فريدا في نوعة ومتفردا في اسلوبة وفنه
سبيلنا اليوم هو واحد من أشهر الاسبلة العثمانية المستقلة في شارع سوق السلاح فهو فريد جدا في تكوينة حيث يحتوي علي مكان خاص بالصلاة وذو محراب وهو من الاسبلة ذات النمط المحلي وله شباكين يشغل كلا منها ناصية شارعين اي ذات واجهتين الاول يتوسط شارع سوق السلاح والشباك الاخر يتوسط الزاجهة المطلة علي حارة الشماشرجي ولقد اختلف البعض فية فيمن أنشاة ولكنهم استقروا علي مصطفي سنان رغم وجود اسم محمد قبل مصطفي
وكلمة الامير هو ذو الامر واستخدمت هذه اللفظة كاسم وظيفة او للدلالة علي طبقة او رتبة او كلقب فخري(1)
وقد أطلق هذا اللقب من خلال النصوص التأسيسية العثمانية بمدينة القاهرة نجد أن هذا اللقب يطلق علي زعماء الاوجاقات العسكرية في مصر وعلي امراء الحج والولاه فقد اطلقت علي الامير محمد والامير مصطفي بنص سبيل محمد اغا كوكليان ومصطفي سنان 1040 هـ (2).
ويحدثنا اندرية ريموند معلقا علي ذلك بأن منشئ الاسبلة اكتفوا بتشييد مباني منفصلة ذات أحجام صغرة وأقل تكلفة
الموقع
يقع هذا السبيل في شارع سوق السلاح أمام مسجد الجاي اليوسفي او جامع السايس والوصول الية عن طريق ركوب ميكروباص من السيدة عائشة والنزول علي اول سوق السلاح والترجل الية ستجدونة أمام مسجد السايس
المبني وتحليلة
يعد هذا السبيل من الاسبلة النادرة جدا في شارع سوق السلاح مما يتميز به من خصائص فنية وهندسية وكتابات غاية في الجمال وايضا تميز بحجرة مربعة في الجزء الخلفي لحجرة التسبيل بصدر ردهة الدخول استخدمت كمصلي ولها محراب مجوف.
الواجهة الرئيسية
تطل علي شارع سوق السلاح و الواجهة الفرعية تطل علي شارع الشماشرجي
ويكون السبيل مكون من طابقين الاول الصهريج ويكون تحت الارض ويكون بحجم المنشأة وقدرة المنشئ المالية والطابق الثاني يكون علي مستوي الارض ويتم الدخول الية من مدخل مخصص له ويكون به حجرة التسبيل وباقي ملحقات السبيل
وهذا السبيل تحديدا يتميز عن الاسبلة العثمانية الباقية بحيث انه يوجد بداخلة حجرة مربعة في الجزء الخلفي لحجرة التسبيل بصدر ردهة الدخول استخدمت كمصلي ولها محراب مجوف.(3)
المدخل
أما عن مدخلة البسيط فهو السائد في معظم الاسبلة العثمانية حيث ان ذلك المدخل البسيط يتناسب مع تلك المنشأة الصغيرة في المساحة وغالبا مايطلق علية ابواب مربعة (4)
الكتاب :
وكان في هذا السبيل كتاب من الاعلي واندثر تماما الان وكان من المكونات الهامة به وقد وجدت له صورة قديمة عن مصلحة الاثار (بمقياس رسم 1:200)
كما كانت الكتاتيب أداة لتهذيب النشئ وتعليمهم بعض أداب السلوك الاجتماعي والقيم الاجتماعية (5).
ويحدثنا الدكتور حسن الباشا في كتابة مدخل الي الاثار الاسلامية عن انشاء الكتاتيب فيقول ومزيدا من عمل الخير والطمع في الثواب والجزاء ألحق المنشئون طابقا ثالثا فوق السبيل عرف باسم الكتاب لتعليم أيتام المسلمين(6).
الزخارف :
اما عن الزخارف والكتابات الخارجية لهذا السبيل فقبل ان اتطرق له تلاحظ لي مدي عشق الفنان وولعة بالزخارف والاشكال الهندسية والنباتية في هذا السبيل ومهارته في تنفيذ هذه الزخارف بكل حرفية ودقة لامثيل لها سواء بالداخل من زخرفة الجدران وحجرات التسبيل ومن الخارج علي واجهة هذا السبيل من زخرفة تشبة الزجزاج في الحشوات الحجرية التي علي جانبي واجهة السبيل
وأيضا البلاطات الخزفية والتي تبدو لناظرها كأنة أمام حديقة مزهرة رائعة واهم مايميز تلك البلاطات اشتمالها علي معظم العناصر الزخرفية العثمانية سواء كانت نباتية او هندسية
الكتابات:
اما عن الكتابات فقد أخذت دورا رئيسيا كعنصر زخرفي علي لوحة التاسيس هذا السبيل فقد تنوعت اقسام الكتابة علي اي اثر وقد قسمها الدكتور محمود حامد في كتابة الاسبلة العثمانية الي ثلاثة أقسام رئيسية :-
الاول : كتابات أثرية تأسيسية تؤرخ البناء وتحدد تاريخة بالسنة وأحيانا بالشهر والسنة ونوعية البناء (ص 114 من كتاب الاسبلة العثمانية)
الثاني : كتابات توضح وظيفة المبني كمكان خاص بالشرب وغالبا ماكانت ايات قرانية
الثالث : كتابات دعائية للمنشئ ويجئ هذا الدعاء والتمجيد في بيوت من الشعر مثل سبيلنا الذي نتحدث عنه اليوم فتجد علي واجهتة من شارع سوق السلاح او علي الواجهة الجنوبية الشرقية
نصها كالاتي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
لااله الا الله محمد رسول الله
اذا ماقيل من أنشأ سبيلا
من الامراء ماابقي مثيلا
أقول محمد والله أعطي
له ولمصطفي أجرا جزيلا
لقصدهما بفضل الله خيرا
ووضعهما لصريج سبيلا
فجئت له ومن بالحي سعيا
وجدنا مائه يشفي العليلا
فقلت اذا يؤرخة محب
ماسقانا شرابا سلسبيلا
وكان من الضروري أن يزود كل مسكن بالماء وكذلك الحمامات العامة وان تملاء المساقي التي اقيمت لشرب الحيوانات والازيار الفخارية التي كانت توضع علي قاعدة وتغطي بلوح من الخشب وعلية كوب للشرب
وكان يوجد في الشوارع رجال يحملون قربا من جلد الماعز مدلاة من أكتافهم ولها فوهات من القماش وكانوا يبيعون للمارة مايحتاجون الية من ماء يطفئ ظمأهم , وكانوا يقدمونة في كؤوس من الفضة والنحاس. وكان بعض الاغنياء يؤجرون سقائين رغبة منهم في تقديم هذه السلعة الاساسية صدقة للفقراء. (7)
وكان يوجد في الشوارع رجال يحملون قربا من جلد الماعز مدلاة من أكتافهم ولها فوهات من القماش وكانوا يبيعون للمارة مايحتاجون الية من ماء يطفئ ظمأهم , وكانوا يقدمونة في كؤوس من الفضة والنحاس. وكان بعض الاغنياء يؤجرون سقائين رغبة منهم في تقديم هذه السلعة الاساسية صدقة للفقراء. (7)
وكان عدد الكتاتيب في القاهرة عند نهاية القرن الثامن عشر حوالي 300 كتاب بينما بلغ تعداد سكان المدينة نحو 260 الف نسمة مما يعني أن نحو الثلث من السكان الذكور تلقو تعليما ابتدائيا في تلك الكتاتيب (8).
وكان السقاءون يجلبون المياة وكان يكافأون من قبل عملائهم وكان يوجد في نهاية القرن الثامن عشر ثماني طوائف للسقائين يحملون الماء علي ظهور الحمير او الجمال كما كانت توجد طائفة واحدة تضم باعة المياه بالقطاعي في الشوارع وكان يطلق عليهم السقا شربه ولهم زي خاص ونداءات يتميزون بها مثل (عوض الله).(9)
وقد اعتمد اهالي القاهرة علي السقائين لجلب مياة الشرب الصالحة الي البيوت ولكن دور السقائين لم يقتصر علي هذا الدور فحسب بل اعتمد عليهم في مقاومة الحرائق كما حدث في حريق القلعة عام 1820 والحريق لاذي اشتعل بالحي الافرنجي عام 1838 م وايضا ماحدث ورواه الجبرتي انه عندا اندلعت النيران في بيت طاهر باشا أخذوا يبحثون عن السقائين لكي يقوموا باطفاء هذا الحريق.
وكان السقاءون يجلبون المياة وكان يكافأون من قبل عملائهم وكان يوجد في نهاية القرن الثامن عشر ثماني طوائف للسقائين يحملون الماء علي ظهور الحمير او الجمال كما كانت توجد طائفة واحدة تضم باعة المياه بالقطاعي في الشوارع وكان يطلق عليهم السقا شربه ولهم زي خاص ونداءات يتميزون بها مثل (عوض الله).(9)
وقد اعتمد اهالي القاهرة علي السقائين لجلب مياة الشرب الصالحة الي البيوت ولكن دور السقائين لم يقتصر علي هذا الدور فحسب بل اعتمد عليهم في مقاومة الحرائق كما حدث في حريق القلعة عام 1820 والحريق لاذي اشتعل بالحي الافرنجي عام 1838 م وايضا ماحدث ورواه الجبرتي انه عندا اندلعت النيران في بيت طاهر باشا أخذوا يبحثون عن السقائين لكي يقوموا باطفاء هذا الحريق.
مشكلات تواجه المبني والوضع الراهن ومظاهر التدهور
يواجة هذا السبيل عوامل التعرية وتشقق بعض من جدرانة وعدم الاهتمام به
خطة منهجية
فمن وجهة نظري الشخصية المتواضعة يجب وضع خطة منهجية لانقاذ هذا السبيل وتحديد القيم الفنية والتراثية لهذا السبيل والمطالبة لاعادة استخدامة كمركز ثقافي لاهل المنطقة وايضا كمبني اثري فمن الامكان كفكرة انشاء متحف بداخلة يتحدث فية عن سوق السلاح وجلب قطع اثرية مرتبطة بالسلاح وانواعة في مختلف العصور مزودة بمكتبة عن التاريخ وعن المنطقة.
المصادر التاريخية التي استعنت بها :
1- د حسن الباشا الفنون الاسلامية ج 4 ص : 432).
2- ص 110 من كتاب الالقاب والوظائف العثمانية)
3- ص 25 من كتاب الاسبلة العثمانية بمدينة القاهرة للدكتور محمود حامد الحسيني )
4- (أنظر الي وثيقة ابراهيم اغا مستحفظان 952, أوقاف ص 192)
5- (من كتاب ثقافة الطبقة الوسطي في مصر العثمانية ص : 97).
6- حسن الباشا في كتابة مدخل الي الاثار الاسلامية (ص 201 القاهرة 1979 م).
7- (من كتاب القاهرة مدينة الفن والتجارة للمستشرق الفرنسي جاستون فييت طبعة كتاب اليوم مايو 19900 ص 97).
8- ( من كتاب ثقافة الطبقة الوسطي في مصر العثمانية ص : 92)
9- (ص 2355 من كتاب الحياة الاجتماعية في مدينة القاهرة خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر للدكتور سمير عمر ابراهيم 1992م).
مع تحيات مصطفي كامل الطواف
يواجة هذا السبيل عوامل التعرية وتشقق بعض من جدرانة وعدم الاهتمام به
خطة منهجية
فمن وجهة نظري الشخصية المتواضعة يجب وضع خطة منهجية لانقاذ هذا السبيل وتحديد القيم الفنية والتراثية لهذا السبيل والمطالبة لاعادة استخدامة كمركز ثقافي لاهل المنطقة وايضا كمبني اثري فمن الامكان كفكرة انشاء متحف بداخلة يتحدث فية عن سوق السلاح وجلب قطع اثرية مرتبطة بالسلاح وانواعة في مختلف العصور مزودة بمكتبة عن التاريخ وعن المنطقة.
المصادر التاريخية التي استعنت بها :
1- د حسن الباشا الفنون الاسلامية ج 4 ص : 432).
2- ص 110 من كتاب الالقاب والوظائف العثمانية)
3- ص 25 من كتاب الاسبلة العثمانية بمدينة القاهرة للدكتور محمود حامد الحسيني )
4- (أنظر الي وثيقة ابراهيم اغا مستحفظان 952, أوقاف ص 192)
5- (من كتاب ثقافة الطبقة الوسطي في مصر العثمانية ص : 97).
6- حسن الباشا في كتابة مدخل الي الاثار الاسلامية (ص 201 القاهرة 1979 م).
7- (من كتاب القاهرة مدينة الفن والتجارة للمستشرق الفرنسي جاستون فييت طبعة كتاب اليوم مايو 19900 ص 97).
8- ( من كتاب ثقافة الطبقة الوسطي في مصر العثمانية ص : 92)
9- (ص 2355 من كتاب الحياة الاجتماعية في مدينة القاهرة خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر للدكتور سمير عمر ابراهيم 1992م).
مع تحيات مصطفي كامل الطواف