منطقة الدرب الاحمر هي
مهد الاثار الاسلامية ومنها بدات ملامح التاريخ الاسلامي والدرب الاحمر به ميراث
الاجداد الذي تركوة لنا ولكننا اهملناة من بين هذه الاثار التي شرفت علي الاندثار
نهائيا هو حمام الدود وقبل ان اسرد فية اريد ان اعرفكم بداية ظهور الحمامات في
التاريخ الاسلامي
فلقد عرفت الحمامات
العامة قديما في الحضارات القديمة وخاصة في العصر الروماني وكانوا يزينونها من
الداخل والخارج باستخدام الرخام النادر والمعادن الموشاة بالذهب وكانت الحمامات
تتكون في هذا العصر من ثلاثة اقسام او قاعات وهي الاولي باردة والثانية دافئة
والثالثة ساخنة وانتقلت عمارة الحمامات الي العصر الاسلامي فبدايتها كانت ملحقة
بالابنية السكنية مثل قصور العصر الاموي وكانت مظهر للترف ثم عملت الحمامات العامة
بعد ذلك في أحياء المدن الاسلامية منها ماهو خاص فقط بالرجال ومنهم ماهو خاص
بالنساء فقط ومنها النوع الاخير ماهو خصص للرجال والنساء في أوقات مختلفة وقد شهدت
مصر مولد هذه الحمامات اعتبارا من الفتح العربي سنة 21 هجريا عندما أنشأ عمرو بن
العاص حمام الفسطاط والذي كان يطلق علية باسم حمار الفار وتوالت الابنية وكانت
عمارتها ذات أبواب منكسرة وواجهات بغير فتحات لحجب من بداخلها عن أعين المارة
وكانت سقوفها مغطاة بقباب كروية ذات فتحات معشقة صغيرة وحوائطها الداخلية من الحجر
الجيري وزخارف نباتية وهندسية ومناظر طبيعية تمثل الاستحمام والطرب وماالي ذلك وفي
العصر المملوكي كانت اعظم الحمامات العامة تبني وتتزخرف فتتكون من ثلاثة اقسام رئيسية
كان القسم الاول الخارجي عبارة عن مدخل ضيق يفتح علي دهليز به مصطبة التابوتي وهو
الشخص المسئول عن حفظ متعلقات المستحمين ثم الي دركاه صغيرة الي ممر ينتهي الي
المسلخ وهو عبارة عن قاعة استقبال فخمة ذات ايوانين ودورقاعة تتوسطها فسقية رخامية
وزودت جدران المسلخ بحنايا لوضع لوازم المستحمين وايضا زودت بمصاطب حجرية تغطي
بالحصير والسجاد يجلس عليها المستحمون قبل الاستحمام وبعدة لتبادل الاحاديث
اما القسم الثاني من
الحمام المملوكي فيتكون من القاعة الدافئة وهو القسم الوسطاني يكون مزودا بحرارة
معتدلة تتكون من ايوان يشتمل علي حوضين في العادة احدهما للماء البارد والاخر
للماء الدافئ واحيانا يكون هناك حوض ثالث للوضوء وتفرش أرض الايوان بالرخام الملون
اما القسم الثالث وهو
بيت الحرارة الذي كان عبارة عن أربعة ايوانات بها أبواب تفضي الي خلوات بكل منها
حوض او حوضين ارضيين وبه اماكن للتدليك والتكييس والخلوات بها مغاطس للماء الساخن
اما الماء الساخن كان يصل الي الحمام عن طريق المستوقد عبر انابيب فخارية وايضا
رصاصية في الجدران وتحت الارضيات ومن أشهر هذة الحمامات في منطقة الدرب الاحمر
حمام بشتك بسوق السلاح وحمام الدود بشارع محمد علي
اما عن حمام الدود
الذي أتحدث عنه اليوم فقد ذكرة على باشا مبارك
فى الخطط التوفيقية ج 6 ص 68 :
تقاطع الشارع
من جهة الحلمية على يسار الذاهب من السروجية طالبا المنشية وهو من الحمامات
القديمة التى عرفها المقريزى بحمام الدود فقال هذه الحمام خارج باب زويلة فى الشارع
تجاه زقاق خان حلب بجوار حوض سعد الدين مسعود بن هنس عرفت بالامير سيف الدين الدود
الجاشنكيرى أحد أمراء الملك المعز أيبك التركمانى وخال ولده الملك المنصور نور
الدين على ابن الملك المعز أيبك فلما وثب الامير سيف الدين قطز نائب السلطنة بديار
مصر على الملك المنصور على بن المعز أيبك واعتقله وجلس على سرير المملكة قبض على
الامير الدود فى ذى الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة واعتقله وهذا الحمام الى اليوم
بيد ذرية الدود من قبل بنائه موقوفة عليه ولازال هذا الحمام موجود إلى الآن