الأحد، 27 نوفمبر 2016

حمام الدود

منطقة الدرب الاحمر هي مهد الاثار الاسلامية ومنها بدات ملامح التاريخ الاسلامي والدرب الاحمر به ميراث الاجداد الذي تركوة لنا ولكننا اهملناة من بين هذه الاثار التي شرفت علي الاندثار نهائيا هو حمام الدود وقبل ان اسرد فية اريد ان اعرفكم بداية ظهور الحمامات في التاريخ الاسلامي

فلقد عرفت الحمامات العامة قديما في الحضارات القديمة وخاصة في العصر الروماني وكانوا يزينونها من الداخل والخارج باستخدام الرخام النادر والمعادن الموشاة بالذهب وكانت الحمامات تتكون في هذا العصر من ثلاثة اقسام او قاعات وهي الاولي باردة والثانية دافئة والثالثة ساخنة وانتقلت عمارة الحمامات الي العصر الاسلامي فبدايتها كانت ملحقة بالابنية السكنية مثل قصور العصر الاموي وكانت مظهر للترف ثم عملت الحمامات العامة بعد ذلك في أحياء المدن الاسلامية منها ماهو خاص فقط بالرجال ومنهم ماهو خاص بالنساء فقط ومنها النوع الاخير ماهو خصص للرجال والنساء في أوقات مختلفة وقد شهدت مصر مولد هذه الحمامات اعتبارا من الفتح العربي سنة 21 هجريا عندما أنشأ عمرو بن العاص حمام الفسطاط والذي كان يطلق علية باسم حمار الفار وتوالت الابنية وكانت عمارتها ذات أبواب منكسرة وواجهات بغير فتحات لحجب من بداخلها عن أعين المارة وكانت سقوفها مغطاة بقباب كروية ذات فتحات معشقة صغيرة وحوائطها الداخلية من الحجر الجيري وزخارف نباتية وهندسية ومناظر طبيعية تمثل الاستحمام والطرب وماالي ذلك وفي العصر المملوكي كانت اعظم الحمامات العامة تبني وتتزخرف فتتكون من ثلاثة اقسام رئيسية كان القسم الاول الخارجي عبارة عن مدخل ضيق يفتح علي دهليز به مصطبة التابوتي وهو الشخص المسئول عن حفظ متعلقات المستحمين ثم الي دركاه صغيرة الي ممر ينتهي الي المسلخ وهو عبارة عن قاعة استقبال فخمة ذات ايوانين ودورقاعة تتوسطها فسقية رخامية وزودت جدران المسلخ بحنايا لوضع لوازم المستحمين وايضا زودت بمصاطب حجرية تغطي بالحصير والسجاد يجلس عليها المستحمون قبل الاستحمام وبعدة لتبادل الاحاديث
اما القسم الثاني من الحمام المملوكي فيتكون من القاعة الدافئة وهو القسم الوسطاني يكون مزودا بحرارة معتدلة تتكون من ايوان يشتمل علي حوضين في العادة احدهما للماء البارد والاخر للماء الدافئ واحيانا يكون هناك حوض ثالث للوضوء وتفرش أرض الايوان بالرخام الملون

اما القسم الثالث وهو بيت الحرارة الذي كان عبارة عن أربعة ايوانات بها أبواب تفضي الي خلوات بكل منها حوض او حوضين ارضيين وبه اماكن للتدليك والتكييس والخلوات بها مغاطس للماء الساخن اما الماء الساخن كان يصل الي الحمام عن طريق المستوقد عبر انابيب فخارية وايضا رصاصية في الجدران وتحت الارضيات ومن أشهر هذة الحمامات في منطقة الدرب الاحمر حمام بشتك بسوق السلاح وحمام الدود بشارع محمد علي
اما عن حمام الدود الذي أتحدث عنه اليوم فقد ذكرة على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 6 ص 68 :

تقاطع الشارع من جهة الحلمية على يسار الذاهب من السروجية طالبا المنشية وهو من الحمامات القديمة التى عرفها المقريزى بحمام الدود فقال هذه الحمام خارج باب زويلة فى الشارع تجاه زقاق خان حلب بجوار حوض سعد الدين مسعود بن هنس عرفت بالامير سيف الدين الدود الجاشنكيرى أحد أمراء الملك المعز أيبك التركمانى وخال ولده الملك المنصور نور الدين على ابن الملك المعز أيبك فلما وثب الامير سيف الدين قطز نائب السلطنة بديار مصر على الملك المنصور على بن المعز أيبك واعتقله وجلس على سرير المملكة قبض على الامير الدود فى ذى الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة واعتقله وهذا الحمام الى اليوم بيد ذرية الدود من قبل بنائه موقوفة عليه ولازال هذا الحمام موجود إلى الآن