الأحد، 6 أغسطس 2017

جامع التي بارمق

جامع التي بارمق
منذ الوهلة الاولي التي أنظر الية فية اتذكر الايام الجميلة التي صليت فيها به وتعلمي للقرآن الكريم وحفظ الحديث وسماع الدروس الومية بين المغرب والعشاء
هذا الجامع الذي نشأت فية وتربيت تربية دينية فية وحفظت القرآن الكريم علي يد الشيخ حسن وتعلمت فية الفقة والسيرة والحديث علي يد الشيخ الدكتور سمير انور ويقع هذا الجامع في شارع الغندور المتفرع من شارع سوق السلاح بالدرب الاحمر
وتحدثنا الدكتورة سعاد ماهر في كتابها مساجد مصر وأولياؤها الصالحون الجزء الخامس صفحة 160 طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة 2017 




كان ألتي بارمق يشغل وظيفة خطيب وامام جامع الملكة صفية كما جاء في وقفيات الجامع . ويحدثنا الرحالة أوليا جلبي في كتابة سياحة نامه ص 572 المترجم عن حياة التي بارمق فيقول : هو الشيخ محمد بن محمد الشهير بالتي بارمق من أهالي ميدنة (أسكوب) ويضيف أوليا جلبي فيحدثنا كيف التقي بالشيخ محمد في تركيا فيقول وعندما كنت قادما من البوسنة بصحبة الوزير ملك أحمد باشا مررنا علي مدينة (أسكوب) وهناك دلني الوزير علي منزل ألتي بارمق أفندي حيث نزلنا علية ضيوفا وأقمنا عنده لمدة يومين. ويستطرد أوليا جلبي في حديثة فيقول : وقد أسعدني الحظ مرة أخري فالتقيت به في مصر التي انتقل اليها ليقوم بمهمته العلمية والدينية الجليلة في جامع الملكة صفية
ويقول أيضا عنه : كان التي بارمق شخصا عزيزا فهو بحق النعمان الثاني ويقصد هنا (أبو حنيفة الثاني) وكان بحرا في العلوم والمعارف يغوص في بحارها ومحيطاتها , كما كان متمكنا من علوم شتي وكان راعي روضة العلوم عذب البيان طليق اللسان
وتضيف الدكتور سعاد ماهر عن ألتي بارمق فتقول : كان التي بارمق من أهل العلم والمعرفة فقد كان يجيد العربية كما يجيد التركية , وقد ألف وصنف في كثير من علوم الدين والفقه الاسلامي لعل أهمها كتابه عن سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم والذي يعرف باسم (سيرنبي) وكان حنفي المذهب ومعاصرية شبهونه بالامام الاعظم أبي حنيفة النعمان
وآلتى برمق: لقب أطلق على محمد أفندى، وهو يتألف من كلمتين فى اللغة التركية: الأولى "آلتى" وتعنى "الرقم ستة (6)" بالعربية، وكلمة "برمق" التركية وتعنى "أصابع" بالعربية، ومن ثم يعنى اللقب "ذو الأصابع الستة"، وربما كان بإحدى يدى آلتى برمق ستة أصابع؛ ولذا أطلق عليه هذا اللقب








وكان مايدهشني في هذا المسجد هو المحراب وقد وصفتة الدكتورة سعاد ماهر قائلة عنه : يتوسط جدار القبلة محراب مجوف يجتنفة عمودان من الرخام تيجانهما علي شكل الرمانة , وقد غطي تجويف المحراب ودائرة عقدة وتواشيح العقد وكذلك الجدران التي علي جانبيه . بمجموعة رائعة من البلاطات الخزفية المتعددة الرسوم والاشكال التي روعي فيها أن تناسب المكان التي تغشاه , كما أن أسلوب البلاطات الخزفية وطرازها الزخرفي يدل علي انها من صناعه مدينة (ازنيك) في القرن السابع عشر.
وأيضا هذا الجامع هو من الجوامع المعلقة بنى تحته مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها على الجامع واقامة الشعائر به كما ان الجامع تظهر واجهتة بالكامل مثل مدرسة السلطان حسن ومسجد المحمودية.
وكان هذا الجامع له مدخل به عدد ستة من الدرجات السلمية الجميلة التي مازلت اتذكرها .وكنت دائما اتطلع الي سقف الجامع الذي صنع من الخشب المزخرف بالرسوم النباتية من زهور وورود داخل وحدات هندسية بالتذهيب والزيت المتعدد الالوان.
اما عن مئذنتة فتمنيت صعودها ولكن المسجد مغلق وقد قامت الدكتورة سعاد ماهر بوصفها انها تتكون من طابقين يقومان علي قاعدة مربعة تبدأ من سطح المسجد ويتكون الطابق الاول من اسطوانه مثمنة الاضلاع أما الطابق الثاني فيتكون من شكل اسطواني أصغر في قطره وارتفاعه من الطابق الاول , ويفصل بين الطابقين شرفة خشبية تقوم علي خمس حطات من المقرنصات والدلايات , ويعلو الطابق الثاني شكل مخروطي علي طراز المأذن العثمانية.( سعاد ماهر مساجد مصر ج 5 ص 162 طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة 2017 )


وقد توفي ألتي بارمق سنة 1033 هـ ودفن أمام قبلة المسجد المعروف باسمة وبأعلى المحراب كتابة باللغة التركية تفيد أن آلتي برمق مدفون تحت محراب المسجد . (عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، القاهرة: مكتب الأنجلو المصرية، 1987، ص295.)
اما حالة المسجد الان فهو مغلق نظرا لوقوع جزء من السقف فاغلق ويتم الصلاة فية من الباب الخلفي بجوار ميضأته من الاسفل وهذا فيديو يدل علي وقوعة من الاعليhttps://www.youtube.com/watch?v=DYB8zlRSRJM